القاعدة تقول: الطفل في الطائرة يحتاج إلى أكثر من مرافق واحد.
الأطفال جمال الحياة وزينتها، ولكنهم أيضا قد يكونون صداعا وألما للركاب في الرحلات الطويلة. فالصغار لا يمتنعون عن البكاء والصريخ، ويفعلون ذلك لأي عارض غير مريح يواجههم، فهي لغتهم، وهي وسيلتهم للتفاهم مع الآخرين، ولكن الآخرين غير الوالدين لا يتحملون هذا الإزعاج، وكم من راكب خرج عن طوره مما يسببه الصغار من إزعاج، خاصة إذا واصل البكاء، ولم تنفع معه جميع الملهيات والمسليات.
الدرجة الأولى والأطفال:
ينصح عادة بأن لا يركب الأطفال في الدرجة الأولى وخاصة أولئك الذين لا يمكن التحكم بتصرفاتهم، أو انهم ممن يستنكرون الأغراب، ويكرهون التغيير بالاعتراض على ذلك بالبكاء، لأن راكب الدرجة الأولى دفع المبلغ الإضافي الكبير في التذكرة بحثا عن راحته، لذا فإن من غير العدل أن لا يحصل على ذلك بسبب أحد الركاب.
سلامه الأطفال في كرسي منفرد:
تسمح الأنظمة بركوب الصغار مع أحد الوالدين في نفس المقعد، أي أن يكون في حضن أحد الوالدين، ولكن شركات الطيران تقدم مقاعد مخفضة للصغار، ومن الأفضل لسلامة الصغير والوالدين ان يشتروا تذكرة منفصلة بالسعر المخفض أيضا للصغير، ليكون هناك مقعد خاص للصغير بجوار والديه، أو المرافق له، لأن وجود الصغير على كرسي لوحده أكثر سلامة وأكثر راحة له، فالصغير كثير الحركة، مما يتعب حامله، بل إن وجود مكان شاغر له سيعطي المرافق فرصة للتعامل مع أي طارئ يحدث من الطفل بالطريقة الصحيحة والمريحة، (كأن يتبول على نفسه أو أن يدلق الماء أو العصير على نفسه أو على المرافق له) خاصة إذا كانت الرحلة طويلة.
علوم السفر مع الأطفال!!
تقول أكثر المضيفات العاملات في الطائرات: إن هناك خطأ يقع فيه الوالدان اعتقادا منهم أن الصغير سينام حالما تبدأ الرحلة، ولن يشعر أحد بوجوده، ولكن الواقع يختلف عن ذلك، فالأضواء والأصوات والحركة كلها تزعج الصغير، وتمنعه من النوم حتى ولو كان مرهقا، وهنا تبدأ حالة الهيجان عنده، فهو يحتاج إلى الراحة ولكن المحيط حوله يمنعه من ذلك، ولا يستطيع أن ينام فيبدأ في البكاء.
والحل كما يقوله خبراء الطيران مع الصغار، هو أن يكون الصغير متشبعا من النوم وليس في حاجة إليه عند الإقلاع، لذا فهم ينصحون الوالدين بأن يأخذوا الأطفال إلى المطار في أوقات نشاطهم وليس في وقت النوم الذي لن يحصل لهم بسهولة.
كما ينصحون بأن يكون الأطفال في حالة شبع من الأكل، لكيلا يبدأ البكاء بحثا عن طعام في مكان أو زمان غير متيسر فيه الحصول على الأكل المطلوب.
قبل الرحلة:
لكي تكون الرحلة مريحة للصغير والمرافق فإن هناك بعض النصائح يجب الاطلاع عليها قبل السفر، ومنها التالي:
§ ينصح الخبراء في الرحلات مع الصغار أن يكون مع المرافق للصغير بعض الألعاب التي تشغل الصغير وتلهيه، ويمكن شراؤها من المطار، فيستحسن أن تكون لعبة جديدة، وليست من لعبه التي يعرفها، فقد يملها سريعا، ويفضل أن تكون هناك أكثر من لعبة جديدة في الرحلة.
§ كما يجب أن يكون هناك مع الراكب المرافق للصغار طعام كاف ليس للشبع، بل للتسلية وإلهاء الصغير بأمور يحبها، ويفضلها، فالمرافق يعرف ماذا يحب الصغير وما هو الطعام المفضل أو الذي يجب تقديمه له، وعليه أن يحضر بعض المأكولات الخفيفة التي تساعد المرافق على تهدئة الصغير.
§ ويجب أن لا يتردد المرافق في إحضار ملابس وغيارات كافية، له وللصغير، فصغر المكان وضيقه على الطائرة، وكثرة الحركة كثيرا ما ينتج عنها الكثير من المحاذير في دلق المأكولات أو المشروبات أو الاستفراغ نتيجة المطبات الهوائية.
§ يفضل السماح للصغير بعمل ما لا يرضي الوالدين عادة أن يعمله في المنزل، وغض الطرف عن أفعاله - إذا كان لا يضر بأحد - (كان يمزق أوراق الجريدة) وذلك خلال الرحلة، لكيلا تثير إزعاجه وغضبه وبكاءه، وانفلات حالة غضب منه.
المساعدة متوفرة بحدود!!
لا تعتمد على العاملين في الطائرة ليقوموا بالخدمة الكاملة للصغير، فلديهم مهمات وأعمال أخرى، وعليهم التزامات تجاه الركاب الآخرين، لذا فإن عدم الاستجابة للطلبات الكثيرة ليس معناه عدم المبالاة، بل لأن عليهم التزامات أخرى تجاه الركاب الآخرين، فهم يوزعون جهدهم ووقتهم على جميع الركاب. ومن المعروف فإن العاملين في الطائرات لديهم تدريب ومعرفة سابقة للتعامل مع الصغار، ولن يترددوا في تقديم الخدمة المطلوبة منهم للصغير أو للمرافق.
ولكن في حدود ما تقدمه المهنة، وليس في حدود ما يقدمه الوالدان.
تحياتي / خطيرهـ لكن جميله